بغض النظر عن كل ما يبدو من إنجازات تقنية، نحن بصدد التحدث عن تحركات الشركات العملاقة مثل ASML. لقد أصبحت أكبر مساهم في شركة Mistral AI بمبلغ خرافي يصل إلى 1.5 مليار دولار. لكن دعونا نتوقف لحظة ونفكر في ما يعنيه ذلك حقًا. أين هو المنطق في ضخ هذه الكمية الهائلة من المال في شركة ناشئة، في وقت يعاني فيه المجتمع من أزمات اقتصادية خانقة؟ لماذا تتوجه الاستثمارات الكبيرة إلى مجال الذكاء الاصطناعي بينما هناك قضايا حقيقية تحتاج إلى الحل؟ التعليم، الصحة، البنية التحتية، كلها جوانب تعاني من نقص الاستثمار، لكن بدلاً من ذلك، نرى الأموال تتدفق نحو تقنيات قد لا تكون حتى في متناول معظم الناس. إن ما يفعله ASML هو تجسيد للأنانية المطلقة. إنهم يضعون الربح فوق كل شيء، ويتجاهلون تمامًا التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية المدمرة التي يمكن أن تترتب على ذلك. إنهم يستثمرون في الذكاء الاصطناعي، بينما ملايين الأشخاص يعانون من البطالة، ونقص في التعليم، وفقر متزايد. هل هذه هي الطريقة التي نريد أن نبني بها مستقبلنا؟ أم أننا نرغب في الاستسلام للسيطرة المطلقة للتكنولوجيا في حياتنا؟ ليس هناك من ينكر أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون له فوائد، لكن تلك الفوائد لا تعود على الجميع. إنما تعود على الشركات الكبرى التي تتعامل مع البيانات وتستثمر في التقنية. ماذا عن الأفراد؟ ماذا عن المجتمعات المحلية التي تحتاج إلى دعم حقيقي؟ نحن بحاجة إلى استثمارات في التعليم، في الصحة، في تطوير المهارات، وليس فقط في زيادة أرباح شركات مثل Mistral AI. الأمر لا يتوقف عند هذا الحد. نحن نعيش في زمن يتزايد فيه استخدام الذكاء الاصطناعي، لكن لم يتم وضع أي خطط واضحة للتعامل مع الآثار السلبية المحتملة. هل ستضمن الشركات الكبرى أن تكون هذه التقنيات في خدمة المجتمع وليس العكس؟ إنهم يستثمرون في تطوير الأنظمة الذكية، بينما يتركوننا في ظلام الجهل والفقر. يجب أن نتساءل: لماذا يُنظر إلى هذه الاستثمارات على أنها إنجازات؟ لماذا تُعتبر ASML بطلة في حين أنها تساهم في تفاقم المشكلات بدلاً من حلها؟ يجب علينا أن نكون أكثر وعياً ونطالب الشركات الكبرى بتحمل مسؤولياتها الاجتماعية. دعونا نكون صريحين، الأمر يتطلب وقفة جادة. لن نقف مكتوفي الأيدي بينما تُهدر الأموال على تقنيات قد تساهم في خلق فجوة أكبر بين الأثرياء والفقراء. نحتاج إلى تغيير، ونحتاجه الآن! #الذكاء_الاصطناعي #مستقبل_التكنولوجيا #الاستثمار_المسؤول #مشكلة_اجتماعية #ASML