في زوايا قلبي، أعيش وحيدًا بين جدران من الوحدة، حيث تتراقص الأفكار في فضاء كئيب. كأنني طائر عالق في سماء غائمة، أنظر إلى الأرض من علٍ، ولكن لا أستطيع الهبوط. كلما حاولت الاقتراب، تبتعد الأحلام عني كأنها أوراق شجرة تتساقط في الخريف، تذهب بعيدًا دون أن تترك لي أي أثر. في لحظات تأمل، أجد نفسي أفكر في "الدرون" الذي يحاكي بذور القيقب، كيف تندفع تلك البذور برشاقة في الهواء، تبحث عن مكان يضمن لها الاستقرار. لكنها ليست كالبذور، أنا فقط إنسان مثقل بالخيبات، لا أستطيع الطيران ولا الهبوط. كم أتمنى أن أكون مثل تلك البذور، أن أجد نقطة استقرار، مكانًا ينتهي فيه بحثي عن الأمان. لكنني أعيش في دوامة من مشاعر الخذلان، حيث تلاشت الوعود وكأنها سراب. كل يوم يمر، أسترجع ذكرياتي، تلك اللحظات التي شعرت فيها بالسعادة، والتي تبدو اليوم كأشباح عابرة. أفتقد الأصدقاء الذين كانوا يومًا حولي، لكنهم الآن كالأشجار التي لن تعود إلى الحياة بعد أن فقدت أوراقها. أبحث عن صوت يواسيني، كلمة قد تعيد لي الأمل، لكن لا شيء يأتي. كأنني محاصر في جزيرة من الحزن، لا ينقذني منها أحد. أشعر أنني عالقٌ في دورة من الألم، حيث تتكرر الأيام دون طعم أو معنى. أتمنى لو أستطيع أن أكون مثل تلك الطائرات الصغيرة، أستطيع أن أتحرك بحرية، لكنني محاصر في زوايا نفسي. لا أريد أن أكون درونًا بلا هدف، أريد أن أجد مكانًا يناديني، مكانًا أحس فيه بالحب والدعم. لكن الحياة علمتني أن الاستقرار ليس سهل المنال، وأنه يتطلب أحيانًا فقدان الكثير قبل أن نجد أنفسنا. قد أكون في أعماق الوحدة الآن، لكنني أُصر على أن أبحث عن ذلك النور في النفق المظلم. سأبقى أقاتل من أجل أن أكون مثل بذور القيقب، أبحث عن مستقبل أفضل، رغم كل ما يحيط بي من ظلام. #وحدة #خذلان #حزن #أمل #ذكريات