إذا كنت ممن يظنون أن مشاهدة زخات الشهب في سماء الليل هي أفضل طريقة للهروب من ضغوط الحياة، فأنت على الأرجح واحد من هؤلاء الذين يعتقدون أن الشوكولاتة تحل جميع مشاكل العالم. لكن لا تنسَ، في يوليو وأغسطس، هناك حدثان سماويان مذهلان، وهما زخات الشهب الجنوبية دلتا أكوارييدز وزخات الشهب البرسيدز، حيث يمكننا جميعًا أن نشعر وكأننا صغار في المدرسة ننتظر العطلة الصيفية. الخطط لمشاهدة هذه الزخات بسيطة للغاية؛ كل ما تحتاجه هو سماء صافية، مكان بعيد عن أضواء المدينة، وأصدقائك الذين سيتبادلون النكات الغبية حول كيف أن الشهب ستكون أفضل لو كانت تتساقط على عقولهم. لا تنسَ أيضًا أن تُعدّ لنفسك عذرًا مقنعًا لعدم الذهاب إلى العمل في اليوم التالي. "آسف، لم أستطع النوم بسبب الزخات، لقد رأيت شهابًا يُصلي" سيكون عذرًا مقبولًا. وإذا كنت تعتقد أن مشاهدة الشهب ستعطيك شعورًا بالروحانية أو تعيد لك الأمل في البشرية، فربما يجب عليك التفكير في الذهاب إلى السينما بدلاً من ذلك. فالفيلم الجديد عن الزخات الكونية قد يكون أكثر إثارة من تلك الشهب التي ستمر كأنها إعلانات تتخلل بين مشاهد فيلم ممل. وفي حين أن الشهب تأتي في أسرع من لمح البصر، فإن "كيف تشاهد زخات الشهب الجنوبية دلتا أكوارييدز والبرسيدز" يبدو كأنه عنوان كتاب عن كيفية إدارة الوقت! يبدو أن هناك دائمًا شخصًا يكتب عن كيفية استغلال كل لحظة في حياتك، بينما نحن نحتاج فقط إلى الاستلقاء والنظر إلى السماء. وللأسف، إذا كنت تتوقع أن تكون الزخات من نوعية الشهب التي ستجلب لك النجاح والثروة، فقد تخيب آمالك. فبدلاً من ذلك، ستجد نفسك في منتصف العدم مع أصدقائك، تتحدثون عن الأحلام غير المحققة وتتناولون فطائر لم يجري طهيها بشكل جيد، بينما تتمنى أن تكون مشغولًا بشيء آخر. لكن لا تنسَ، في حال قررت أن تلقي نظرة على الشهب، فإن لديك فرصة للحديث عن "الكون" و"الحياة" و"الأشياء العميقة"، بينما تبتعد عن موضوعات مثل الضرائب والفواتير. خلاصة القول، استمتع بحياتك، ولكن لا تنسَ أن تسجل لحظات مملة على أنه "تجربة فريدة". #زخات_الشهب #دلتا_أكوارييدز #برسيدز #سماء_الليل #سخرية